النت يدخل قائمه الادمان

هل راقبت معدل استخدامك لشبكه الانترنت اخيرا؟هل لاحظت زياده استخدامك للشبكه ؟
هل استخدام الانترنت اصبح جزءا أساسيا من نظام حياتك ؟احذر ، فربما تكون قد اصبحت مدمنا ؟
هكذا يرى المراقبون لتزايد معدلات استخدام الاشخاص لشبكه الانترنت التى قد تتحول بالفعل الى لون من الون الادمان .

فقبل نحو عشر سنوات فقط كان الشخص الذى يجلس أمام شاشه الكمبيوتر لمده تزيد على 12 ساعه هو غالبا واحد من المتخصصينأو ممن يتقاضون مرتبا عن العمل فى قطاع البرمجه والانترنت ، لكن الوضع تغير الآن ، بعد تعميم استخدام الكمبيوتر فى كل مكان تقريبا ، اضافه لتزايد اعداد الاجهزه الشخصيه ، أصبح التردد الى شبكه الانترنت لونا من الوان الترفيه المشابه للتردد على دور العرض السينيمائى لمشاهده أحد الافلام ، أو القراءه او مشاهده التلفاز .

ومع تزايد استخدام الشبكه بدرجه تفوق الوضع الطبيعى تحول الامر الى نوع من الادمان ، تجلب بعض ظواهره المتظرفه من خلال حاله مرضيه الام كانت تستغرق يوميا 12 ساعه على شاشه الكمبيوتر على حساب عنايتها باطفالها الثلاثه ، مما اقتضى اعتبارها مدمنه تحتاج الى علاج مثل المدمنين على التدخين او تعاطى الكحول او المخدرات او القمار ، وهناك حاله اخرى شهيره لرجل اسيوى استغرف نحو 42 ساعه متواصله بلا أكل يواصل استخدام برنامج second life
وهو برنامج يمكن فيه للشخص ابتكار واقع افتراضى يختار فيه شخصيه غير شخصيته وبلد وعمل وألوان من العلاقات وغيرها ، وقد ظل الرجل على جهاز الكمبيوتر مستغرقا فى مطالعه البرنامج حتى توفى !
ومع ارتفاع نسبه هذه الحالات اصبح مصطلح ادمان الانترنت احد المصطلحات الشائعه فى مراكز العلاج النفسى والادمان .

الاطباء النفسيون والمتخصصون فى علم النفس ممن اقترحوا هذا المصطلح فعلوا ذلك بناء على مقاربه وضع الاشخاص المفرطين فى استخدام الكمبيوتر بالنسبه لوضع مدمنى الجنس أو العقارات والقمار وغيرها ، آخذين فى الاعتبار ان المدمن يسلك سلوكا لا اراديا حيال اشياء بعينها على حساب العديد من الامور الجوهريه فى حياته مثل الواجبات او المسئوليات التى ينبغى له الالتزام بها فى العمل ، او الشئون الاجتماعيه الخاصه باسرته وعائلته وعلاقاته الاجتماعيه واصدقائه . مع ذلك فهناك العديد من الباحثين الذين يعتبرون ادمان الانترنت مصطلح غير واقعى ، على اعتبار ان المفرط فى استهلاك الانترنت فى حال توقفه عن استخدامه ، لا يتعرض لنوع من الالم او الاضطرابات التى قد تحدث لبعض مدمنى المخدرات ، او القمار او الجنس او غير ذلك من ظواهر الادمان المتعارف عليها عندما يتوقفون عن تناول او ممارسه ما يدمنونه . كما ان هؤلاء الباحثين يدعون للتفريق فى المسأله بين سلوكين مختلفين ، وهو هل الادمان هنا يتعلق بالجلوس امام شاشه الكمبيوتر بشكل عام ، ام يتعلق بتلقى نوع معين من المعلومات ، مثل مشاهده المواقع الاباحيه مثلا او الدخول لمواقع الدردشه او حتى بعض المواقع التى تضم شبكات اجتماعيه مثل الفيس بوك وما يشبهها .
ويعتقد هؤلاء الباحثون ان المفرطين فى استخدام الانترنت يتعرضون بعد فتره لاحساس بالفتور تجاه الانترنت ويستعيدون المعدلات الطبيعيه لاستخدام الكمبيوتر بشكل عام .
ويرون انه ينبغى التفريق بين الافراط فى استخدام الكمبيوتر وبين الافراط فى التردد على مواقع بعينها , اذ يرون ان التردد المفرط على اى موقع من تلك المواقع بالشكل الذى يجعل منها ادمانا ، لا يكون فى هذه الحاله ادمان على الانترنت ، وانما ادمان لنوع الماده المبثوثه ، اى انه يصنف ادمانا جنسيا او ادمانا على الدردشه او القمار او الادمان على الشراء و الاستهلاك كل حسب حالته .
ويواجه الباحثون اليوم بعض الصعوبات فى قياس استخدام الافراد للانترنت كمؤشر على مدى تحولهم للادمان ، بسبب تغلغل استخدام الكمبيوتر فى حياه الافراد ، كجزء من عملهم ، او حتى كجزء من اعتباره شبكه اتصال اجتماعيه بين الفرد وعائلته واصدقائه .
لكنهم بالرغم من ذلك يؤكدون ان كل فرد بامكانه ان يدرك اذا ما كان استخدامه للشبكه واجهزه الكمبيوتر يتماشى مع المعدلات الطبيعيه ام انه يتجاوز ذلك الى درجه الادمان ،وذلك باحساس الفرد بمدى اهماله لشئون حياته والاجتماعيه وعمله ، مقارنه بالمعدلات التى تسبق استخدامه للانترنت كما يرى المتخصصون ان بعض الظواهر المتعلقه باستخدام الكمبيوتر تحتاج ايضا الى تدخل الطبيب وبينهما مثلا ادمان بعض الرجال الدخول الى المواقع الاباحيه بينما زوجاتهم يعانين البروده العاطفيه من قبل ازواجهن وكل ما شابه ذلك من حالات .
وفى هذه الحاله يوصى بعض الخبراء خصوصا اذا شعر الفرد فى عدم قدرته على ترشيد استهلاك الكمبيوتر ان يلجا الى احد المتخصصين فى العلاج النفسى او المتخصصين فى علاج الادمان ، وان ياخذ الموضوع بجديه حتى لا تؤثر الظاهره سلبا فى حياته الخاصه .