أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى اليوم الأربعاء، إعلان إحدى الجماعات الدينية الأمريكية عن عزمها إحراق نسخة من القرآن الكريم فى ذكرى الحادى عشر من سبتمبر، قائلا: إنه عمل غير محترم تجاه رمز دينى وديانة عظيمة، ونعتقد أنه لا يتناسب وغير مألوف مع تقاليدنا، ومبدأ التسامح الذى يشكل جزءاً رئيسياً من مجتمعنا وتاريخنا".
وأعرب كراولى عن اعتقاده بأن الفعل المتمثل فى حرق مصحف يتعارض مع الطريقة التى ظهر بها المجتمع المدنى فى الولايات المتحدة، مشدداً على أنها فكرة مستفزة ومتعصبة وغير محترمة، موضحاً أن الحرية الدينية وحرية التعبير هى من المبادئ الأساسية للمجتمع الأمريكى، وأن مثل هذا العمل فى حد ذاته مناهض لأمريكا.
من جانبه، اعتبر وزير العدل الأمريكى إريك هولدر أمس الثلاثاء، أن حرق نسخة من المصحف الذى تعتزم كنيسة معمدانية أمريكية القيام به السبت المقبل فى الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر سيكون عملاً "غبيا وخطيرا".
من ناحية أخرى، قال رئيس تحالف الأديان ولتون جادى إن الزعماء الدينيين يشجعون وزارة العدل على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان وحماية الأقليات كما هو الحال بالنسبة لحماية حقوق الأكثرية.
وأصدر عدد من كبارِ زعماءِ الطوائف الدينية المسيحية واليهودية والإسلامية بيانا نددوا فيه باعتزامِ كنيسة صغيرة فى فلوريدا إحراق نسخ من القرآن الكريم فى الذكرى التاسعة لهجمات الحادى عشر من سبتمبر.
وخلال مؤتمر صحفى مشترك عقدوه فى واشنطن تناوب اثنان منهم تلاوة البيان نيابة عن الآخرين، وجاء فى الجزء الذى تلاه القس جيرالد درولى من الكنيسةِ المعمدانية فى ولاية جورجيا: "يندد الزعماء الدينيون بالتعصب الأعمى المعادى للمسلمين، ويطالبون باحترام التقاليد الأمريكية التى تؤمن بحرية العقيدة، وكقادة دينيين فى هذه البلاد العظيمة اجتمعنا فى عاصمة بلادنا لنندد بصورة قاطعة بالاستخفاف والتضليل والتعصب الأعمى السافر الموجه ضد الجالية الإسلامية فى أمريكا".
ودعا البيان إلى التصدى لهذه الظاهرة بقوة، مؤكدا أن "الصمت ليس خيارا، وليس أمام القادة الروحيين خيار سوى اتخاذ موقف قوى لتلبية أسمى مبادئ عقائدهم المختلفة، مما يمكنهم من جعل أمريكا مكاناً أكثر أمنا وقوة لجميع مواطنيها".
وأشادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون يوم الثلاثاء ، بالإدانات التى صدرت فى الولايات ضد مشروع قس فى فلوريدا يريد حرق نسخة من المصحف.